الجمعة ١٢ / سبتمبر / ٢٠٢٥
من نحن اتصل بنا التحرير
×
أهم الأخبار

شراكة قوية بين مصر وتونس لمواجهة التحديات المشتركة

شراكة قوية بين مصر وتونس لمواجهة التحديات المشتركة

كتب عادل خفاجي:

شهدت العاصمة الإدارية الجديدة اليوم انعقاد الدورة الثامنة عشرة للجنة العليا المصرية التونسية المشتركة، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ونظيرته السيدة سارة الزعفراني، رئيسة حكومة الجمهورية التونسية الشقيقة، وبحضور وفدي البلدين.

وخلال الجلسة، ألقت رئيسة الحكومة التونسية كلمة أعربت فيها عن شكرها لمصر حكومةً وشعبًا على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، ناقلةً تحيات الرئيس التونسي قيس سعيد إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومؤكدة أن انعقاد اللجنة يمثل تجسيدًا للروابط التاريخية بين البلدين، وإرادة قيادتيهما لتعزيز التعاون في مختلف المجالات.

وأكدت الزعفراني أن الدورة الحالية تعدّ محطة مهمة في مسار العلاقات الثنائية، كونها تتويجًا لسلسلة من اللقاءات والاجتماعات الفنية والقطاعية بين الجانبين خلال الفترة الماضية، مشيرةً إلى أنها تفتح آفاقًا جديدة للتعاون وتحويل التحديات إلى فرص حقيقية قائمة على المنفعة المتبادلة.

وفي كلمتها، شددت رئيسة الحكومة التونسية على أهمية الارتقاء بالتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، مشيرة إلى أن حجم المبادلات التجارية والاستثمارات المشتركة لا يزال دون المأمول، رغم الإمكانيات الكبيرة المتاحة. وأكدت على ضرورة إشراك القطاع الخاص وتعزيز دوره في دفع التعاون، مع التركيز على قطاعات حيوية مثل الطاقة المتجددة والصناعات الدوائية والذكاء الاصطناعي.

كما سلطت الضوء على أهمية المنتدى الاقتصادي المصري التونسي باعتباره منصة لدعم الاستثمارات البينية وبناء شراكات موجهة نحو الأسواق الإقليمية، خاصة في القارة الأفريقية، لافتة إلى أن انتماء البلدين إلى فضاءات اقتصادية متعددة يتيح فرصًا حقيقية للتعاون.

وعلى الصعيد الإقليمي، أعربت الزعفراني عن تقدير تونس للدور الحيوي لمصر وجهودها الحثيثة لوقف الحرب على غزة، والتقدم في تنفيذ الخطة المصرية لإعادة إعمار القطاع، مؤكدة توافق تونس مع الموقف المصري الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه وإقامة دولته المستقلة. كما أكدت على ضرورة أن تكون الحلول للأزمة الليبية "ليبية – ليبية" بعيدًا عن أي تدخلات خارجية.

وفي ختام كلمتها، ثمنت رئيسة الحكومة التونسية مستوى التنسيق بين البلدين في مختلف القضايا، وأعربت عن يقينها بأن مذكرات التفاهم والاتفاقيات الموقعة في إطار اللجنة ستسهم في تعزيز التعاون المشترك.

من جانبه، أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن ما تحقق خلال أعمال اللجنة يعكس حرص البلدين على دفع العلاقات الثنائية إلى آفاق أوسع، مشيرًا إلى أهمية ترجمة ما تم التوصل إليه إلى خطوات عملية ملموسة، من خلال المتابعة والتنسيق المستمر بين الوزارات والجهات المعنية في مصر وتونس.

كما أشاد الوزراء من الجانبين بنتائج الاجتماعات، حيث أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، على أهمية البناء على ما تحقق بروح الشراكة والأخوة، فيما شدد المهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، على ضرورة إزالة العقبات أمام حركة التجارة، واستغلال العلاقات التونسية القوية مع دول أفريقيا لدعم التعاون المشترك.

واختتمت أعمال اللجنة بالتأكيد على أن الدورة الثامنة عشرة تمثل خطوة نوعية جديدة في مسار العلاقات المصرية التونسية، بما يعكس الروابط التاريخية بين الشعبين، ويعزز مسيرة التعاون العربي المشترك لمواجهة التحديات الراهنة